مافيا القدس
المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 30/07/2008
| موضوع: قصة قصيرة وجميلة الثلاثاء أغسطس 12, 2008 11:53 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
النصف الآلي - قصة قصيرة
امدد جسدي على السرير فلقد كان عملي اليوم متعبا و شاقا للغاية..؟؟ و أخيرا حصلت على إجازة لمدة يومين لكي أرتاح من العمل و أتخلص من الندوة العلمية التي سوف تعقد بيومي إجازتي و لكن يا ترى عن ماذا تتحدث الندوة العلمية فنحن مركز شرطة ..؟؟ كذلك نحن لسنا بحاجة للتطور العلمي فمسدساتنا هي نفسها المسدسات التي كانت تستخدم منذ ثلاثين عاما و هذا الشيء الوحيد الذي نستخدمه في عملنا الخطر و المتعب في نفس الوقت ..؟؟ و مر يوما إجازتي بسرعة بالغة و عند دخولي لمركز الشرطة وجدت شخصا جديدا يجلس بجانب مكتبي في مركز الشرطة ..!! تقدمت نحوه بخطوات سريعة للغاية و قالت له : مرحبا هل من الممكن أن أعرف لماذا أنت تجلس بجانب مكتبي ..؟؟ نظر إلي و هو مبتسم و قال : أنا زميلك الجديد في العمل هل هكذا ترحبين بي في أول يوم عمل لي ..!! قالت له على الفور : أعذرني فلم أعرف بهذا الأمر ..؟؟ مد يده في جيبه و أخرج ورقة و قال لي: هذا قرار تعييني أرجو أن تطلعي عليه . فأخذت الورقة و قرأتها و بعد انتهائي من القراءة قالت له: أهلا و سهلا بك و لكن ما هو نوع عملك..؟؟ قال لي : أنا مخترع و قد عقدت ندوة منذ يومين هنا في المركز..!! نظرت إليه و قالت: عفوا لم تكتمل لدي الصورة أنت ماذا..؟؟ قال لي و بصوت مرتفع قليلا: أنا مخترع لقد قمت باختراع جهاز معين و سوف أجربه هنا في مركز الشرطة ..!! قالت له : أنا الآن قد حانت وقت دوريتي سوف أركب سيارة الشرطة و أذهب. فرد هو قائلا : و أنا سوف أذهب أيضا فهذا هو جزء من عملي ..؟؟ قالت له : هيا أذن فلنذهب ..؟؟ فتقدمت أنا و هو و إذا يقول لي : لم أتعرف على أسمك..؟؟ قالت له : أنا سلوى . فأبتسم و قال لي : أنا الدكتور ياسر . فدخلت إلى سيارة الشرطة و هو معي و قمت بالقيادة و ابتعدنا عن مركز الشرطة و كان الدكتور ياسر صامتا و أنا فقط أقود سيارة الشرطة فقمت بتحريك رأسي نحوه و قالت له : دكتور ياسر ما هو اختراعك..؟؟ نظر إلي و قال لي وهو يضع يده على صدره: أنه جهاز مزروع في صدري و هو يولد طاقة معينة تجعل من جسمي قويا ..!! قالت له و أنا مبتسمة : هل هذا يعني أنك أصبحت الرجل الخارق ..؟؟ قال لي : نعم تستطيعين قول ذلك. قالت له و أنا أستمع لجهاز الاتصال المربوط بمركز الشرطة : يبدو أن هناك حادثة إجرامية تحدث الآن ..؟؟ و قمت بتسجيل مكان حدوث الحادثة الإجرامية و قالت له : الآن أريد أن أرى قوتك ..!! فضحك لفترة قصيرة بصوت منخفض و قال لي : نعم سوف تشاهدين الآن قوتي. فأوقفت سيارتي و قالت له : هنا مكان الجريمة هيا بنا . فخرجت من السيارة وهو ورائي و إذا وجدنا أحد المجرمين يشهر مسدسه نحونا و يقول لنا : توقفوا عند مكانكم ..؟؟ فقمت بالانبطاح على الأرض و اختبأت وراء سيارتي و أشهرت مسدسي و قالت للمجرم: أترك سلاحك و سلم نفسك الآن. كان الدكتور ياسر واقفا ولا يشعر بالخوف فتقدم نحو المجرم بخطوات بريئة و أنا أراقب الدكتور ياسر و أشعر بالخوف من أن يصاب أو يتعرض للأذى و أصبح قريب من المجرم و قال للمجرم : أعطيني سلاحك و سلم نفسك الآن..؟؟ قال المجرم و يده ما زالت تمسك بالمسدس : أبتعد و إلا سوف أطلق عليك ..؟؟ بعد انتهاء المجرم من حديثه قفز الدكتور ياسر مرتفعا و ضرب مسدس المجرم برجله و رمي المسدس على الأرض و من ثم انقض على المجرم و رماه هو أيضا على الأرض و أمسك كلتا يديه و وضعها خلف ظهره و قال بصوت مرتفع لي : سلوى تعالي اقبضي على هذا المجرم . فخرجت من السيارة و تقدمت نحو الجندي المرتمي على الأرض و قيدته : و وضعته بسيارة الشرطة . نظرت إلى الدكتور ياسر و قالت له : يبدو أن كلامك صحيحا ..؟؟ ارتسمت ابتسامة على وجه الدكتور ياسر و قال لي : هذا كلام جميل اعتز به . دخلت أنا و الدكتور ياسر معي بسيارة الشرطة و توجهنا لمركز الشرطة لتسليم المجرم الذي تمكن الدكتور ياسر من إلقاء القبض عليه بسرعة فائقة لم أشهد مثيل لها من قبل . و وصلنا لمركز الشرطة و خرجت أنا و الدكتور ياسر و المجرم من سيارة الشرطة و تقدمت لمركز الشرطة و أنا أمسك المجرم فنظر إلي الدكتور ياسر و قال لي: يومي الأول معك كان رائعا ..؟؟ فابتسمت له و قالت له: شكرا لك. عند دخولنا لمركز الشرطة أجتمع كل موظفي مركز الشرطة الذين هم زملائي حولنا و قال أحد موظفي المركز : دكتور ياسر كيف كان يومك ..؟؟ قال الدكتور ياسر : كان جيدا شكرا لك و شكرا لسلوى لمساعدتها . نظر إلي أحد زملائي الموظفين و قال لي : هنيئا لكي يا سلوى على هذا العمل ..!! فقمت بالرد على السؤال و قالت لزميلي: أن الدكتور ياسر قام بإلقاء القبض على المجرم بعدة دقائق فقط و ها هو المجرم معنا ….؟؟ كان جميع زملائي الموظفين يحسدونني على بقاء الدكتور ياسر معي حيث أن هذا مكسبا لا يقدر بثمن . مر يوم العمل و كان الدكتور ياسر هادئ للغاية و قليل الكلام و عند انتهاء الدوام تقدم الدكتور ياسر خارجا من مركز الشرطة و أنا خلفه و عدت لبيتي لكي أخذ قسطا من الراحة و جاء يوما أخر و ذهب الدكتور معي في دوريتي التفقدية و كان الدكتور كعادته في الأمس صامتا و قليل الكلام و هكذا انتهى اليوم و في اليوم الثالث توجهت لمركز الشرطة لأقوم بعملي فوجدت الدكتور ياسر جالس بجانب مكتبي فقالت له : مرحبا دكتور ياسر . فرد الدكتور ياسر و قال لي: مرحبا لقد جلبت لكي شيئا . فأمسك بيده ورد حمراء و قدمها لي فقالت له و الابتسامة مرسومة على وجهي : شكرا لك على باقة الوردة . و قال لي الدكتور ياسر : لا تشكريني و هيا نذهب لعملنا . و تقدمت أنا وهو لكي نخرج من مركز الشرطة و نتجه نحو سيارة الشرطة و إذا يقول لي الدكتور ياسر : سلوى أنا أتمنى أن أتعرف عليك أكثر ..؟؟ فقالت له: أنا شرطية ما هو الشيء الأخر الذي تريد أن تعرفه ..!! فقال الدكتور ياسر لي: أتعرف عليك أكثر و نصبح علاقتنا أكثر متانة . قالت له و أنا أدخل لسيارة الشرطة : عذرا أنا لا أريد أن أتعرف على أي شخص و على الخصوص رجل مثلك نصفه إلكتروني ..؟؟ فصمت الدكتور ياسر بعد سماعه لكلامي . دخلنا سيارة الشرطة و علامات الحزن مرسومة على وجهه..؟؟ و انطلقنا بسيارة الشرطة و بعد لحظات قليلة ..؟؟ استمعنا لجهاز الاتصال المربوط بمركز الشرطة ليبلغنا عن جريمة تحدث في أحد الشوارع فتوجهت نحو مكان الجريمة . عند وصولنا لمكان الجريمة كان هناك ثلاث أشخاص يشهرون أسلحتهم باتجاهنا و يطلقون علينا النار فأوقفت سيارتي و خرجت أنا و الدكتور ياسر من السيارة مسرعين ..؟؟ و بعد لحظات قليلة من خروجنا انفجرت السيارة بسبب انهمار الرصاص عليها و قام الدكتور ياسر بدفعي لكي يبعدني عن انفجار السيارة و ارتطمت بقوة على الأرض و اجتمع الثلاث الأشخاص حولي و حول الدكتور ياسر و هم يشهرون أسلحتهم نحونا فقال الدكتور ياسر لهم : اتركوها و تعالوا ألي فهي تعمل تحت إشرافي ..؟؟ لم يهتموا الرجال الثالث بكلام الدكتور ياسر ..؟؟ و قاموا بركلي بأرجلهم فوقف الدكتور ياسر و تقدم نحوهم مسرعا و قال لهم : كفى كفى . فوجه أحد الرجال الثلاث سلاحه نحو الدكتور ياسر و إطلاق رصاصة على كتف الدكتور ياسر و الدكتور ياسر ما زال متجها نحو الرجال الثلاث و لكن بخطوات بطيئة فقال أحد الرجال الثالث بصوت مرتفع : هيا فلنهرب فهذا الرجل يبدو أنه يرتدى واقيا للرصاص تحت ثيابه. و ركض الرجال الثلاث مسرعين حتى اختفوا عن الأنظار و ما زال الدكتور ياسر يتقدم بخطوات بطيئة للغاية حتى وصل أمامي و أنا مستلقية على الأرض بسبب ألمي فقال لي : هل أنتي بخير ..؟؟ فقالت على الفور: نعم نعم..!! فأرتمي هو على الأرض و قال لي : لقد أصبت و لكن المهم أنتي بخير ..؟؟ فقالت له: ماذا لقد أصبت كل هذا بسببي …؟؟ فقال الدكتور ياسر لي : لا تهتمي فأنا نصفي إلكتروني مثلما تقولين ..!! فانغمرت الدموع من عيني و قالت له: لا لا تقل مثل هذا الكلام . فقال الدكتور ياسر لي : أهم شيء بالنسبة لي ليس هذا الاختراع و لا حتى حياتي بل أن أشعر بأن هناك شخصا يهتم بي . و ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه و قال و هو يمد يده في جيبه : خذي هذا التلفون و أتصلي بالمستشفى هيا..؟؟ فأخذت التلفون من يده و كلنا مرتميان على الأرض و قمت بالاتصال بالمستشفى و لكن القدر لم يحالف الدكتور ياسر فلقد مات جراء النزف الشديد الذي حصل لجسده بسبب الرصاصة التي تلقاها و منذ ذلك اليوم أدركت بأن الجسد الإلكتروني قد يكون أشد حبا و إحساسا من البشر أنفسهم الذين هم من لحم و دم و لكنهم يفتقرون لأي شعور رقيق و رائع مع تحيات : مافيا القدس
| |
|
مافيا القدس
المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 30/07/2008
| موضوع: رد: قصة قصيرة وجميلة الثلاثاء أغسطس 12, 2008 12:14 pm | |
| | |
|